كلمة السيد: بابو محمد أسامة،

الرئيس التنفيذي الوطني للمؤسسة الجزائرية لدعم الشباب وتنمية المقاولاتية

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسعدني اليوم أن ألتقي بكم، شباب الجزائر الطموح، في هذا الملتقى الهام، وأود أن أعبر لكم عن فخري واعتزازي بأن أكون جزءًا من مسيرة المؤسسة الجزائرية لدعم الشباب وتنمية المقاولاتية. هذه المؤسسة التي وُجدت لخدمتكم، ولتمكينكم من الوصول إلى طموحاتكم وأحلامكم، لتكونوا شركاء فاعلين في بناء مستقبل الجزائر الاقتصادي والاجتماعي.

دور المؤسسة في دعم الشباب

لقد نشأت هذه المؤسسة استجابة لاحتياجات الشباب الجزائري الذي يسعى لتحقيق ذاته من خلال الابتكار والعمل المقاولاتي. ونحن في المؤسسة نؤمن بأن الشباب هم الثروة الحقيقية للوطن، وأنهم المحرك الأساسي لعجلة التغيير والتنمية. لذلك، كانت رؤيتنا منذ البداية هي توفير بيئة داعمة تحتضن أفكار الشباب، وتمنحهم الفرصة للنمو والتطور، وتحول أفكارهم إلى مشاريع واقعية ومستدامة.

إن الجزائر اليوم بحاجة إلى طاقات شبابها المبدع، الذي يمتلك الإرادة والإبداع لتغيير الواقع والمساهمة في بناء اقتصاد وطني قوي. ومن هنا، فإننا نضع في قلب استراتيجيتنا تطوير المهارات الشخصية والمهنية للشباب، وتحفيز روح المبادرة والمقاولاتية في مختلف القطاعات، سواء في مجال الصناعة أو الخدمات أو التكنولوجيا الحديثة.

الهيكل التنظيمي ودوره في تحقيق الأهداف

يعتمد نجاح المؤسسة على هيكل تنظيمي متين يسمح لنا بتحقيق أهدافنا بكفاءة وفعالية. الإدارة المركزية للمؤسسة، والتي أتولى إدارتها، تشرف على مختلف الهيئات الجهوية والولائية والبلدية، التي تضمن وصول خدماتنا إلى كل شاب جزائري في مختلف أنحاء البلاد. هذا الهيكل ليس فقط وسيلة للتنظيم، بل هو وسيلة للتواصل المستمر معكم، ومعرفة احتياجاتكم عن قرب، لنكون قادرين على تقديم الدعم اللازم في الوقت المناسب.

إن وجودنا على المستوى الجهوي والولائي والبلدي يعزز من قدرتنا على التعامل مع التحديات المحلية المختلفة، ويوفر فرصًا حقيقية للتطوير والابتكار على المستوى القاعدي. من خلال هذه المكاتب، نقدم برامج تدريبية، ندوات، وورش عمل تهدف إلى تمكين الشباب من اكتساب المهارات التي يحتاجونها للنجاح في عالم المقاولاتية.

الهيئات التابعة ودورها الفعّال

لقد أنشأنا ضمن إطار المؤسسة عددًا من الهيئات التي تعمل على تقديم الدعم المتخصص في مجالات معينة. وعلى رأس هذه الهيئات نجد المنتدى الوطني للإعلام، الاتصال والتسويق (NF-MCM)، الذي يلعب دورًا حيويًا في رسم الاستراتيجيات الإعلامية والتسويقية للمؤسسة، ونشر رسالتها وتحقيق التواصل الفعّال مع الجمهور. إن هذا المنتدى ليس مجرد أداة تسويقية، بل هو أيضًا وسيلة لتعزيز الهوية البصرية للمؤسسة وضمان وصول أهدافها بوضوح للجمهور.

كما أن المنتدى الوطني للنساء المقاولات (NF-WE) هو مبادرة نعتز بها، فهو يعكس التزامنا بدعم النساء في المجتمع الجزائري، خاصة الماكثات في البيوت والحرفيات اللواتي يسعين لدخول عالم الأعمال. نحن ندرك أن تمكين المرأة هو جزء أساسي من تمكين المجتمع ككل، ومن هنا يأتي دور هذا المنتدى في تقديم التدريب والتأطير للنساء ودعمهن لتحويل أفكارهن إلى مشاريع ناجحة.

وإضافة إلى ذلك، فإن مجلس إدارة الاستثمار (IMB) يمثل منصة للتواصل بين المستثمرين والشباب المقاولين، ويعمل على توفير بيئة استثمارية ملائمة تتيح تبادل الخبرات وتوجيه الاستثمارات بشكل يحقق الفائدة للجميع. هذا المجلس يعد أداة فعالة لتشجيع الاستثمار في المشاريع الناشئة وتوفير التمويل اللازم لها، مما يعزز من فرص نجاح هذه المشاريع واستمراريتها.

ولا ننسى أهمية المجمع الجزائري للشركات الناشئة والرقميات (GAST)، الذي يُعد ركيزة أساسية لدعم التحول الرقمي في الجزائر، ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة. نحن نؤمن بأن المستقبل مرتبط بالتكنولوجيا، ولذلك نحرص على دعم الشركات الناشئة في مجال الرقميات والذكاء الاصطناعي، لتكون قادرة على المنافسة في السوقين المحلية والدولية.

تحديات وفرص

لا يخفى على أحد أن طريق المقاولاتية ليس مفروشًا بالورود. هناك تحديات كبيرة تواجه الشباب المقاولين، منها الحصول على التمويل، مواجهة المنافسة في السوق، والتكيف مع التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية السريعة. لكنني على يقين بأن الشباب الجزائري يمتلك الإرادة والقوة للتغلب على هذه التحديات.

إن التحديات ليست سوى فرص مقنعة، وفرص النجاح دائمًا تكون في متناول أولئك الذين لا يستسلمون أمام الصعاب. ومن هنا، أدعوكم جميعًا إلى التحلي بالعزيمة والصبر، والاستمرار في العمل والمثابرة حتى تحقيق أهدافكم. نحن هنا لدعمكم، سنكون معكم خطوة بخطوة، لتذليل العقبات وفتح آفاق جديدة أمامكم.

الرسالة الختامية

أخواتي وإخواني،
إن الجزائر اليوم في مرحلة تحول هامة، ونحن بحاجة إلى كل فرد منكم ليكون جزءًا من هذا التحول. المؤسسة الجزائرية لدعم الشباب وتنمية المقاولاتية ليست مجرد جهة داعمة، بل هي شريك لكم في هذا الطريق الطويل. نؤمن بأن النجاح لا يأتي من فراغ، بل يأتي من العمل الجاد والتعاون الوثيق بيننا وبينكم.

أدعوكم إلى الاستفادة القصوى من الإمكانيات التي نوفرها، والمشاركة بفعالية في جميع الأنشطة والبرامج التي نقدمها. أنتم مستقبل هذا الوطن، وأنتم القادرون على صنع الفرق. ونحن هنا لخدمتكم، ودعمكم، وتوجيهكم نحو تحقيق أحلامكم.

في الختام، أود أن أعبر مرة أخرى عن فخري بكم، وعن التزامي الشخصي كالرئيس التنفيذي لهذه المؤسسة بأن نكون دائمًا إلى جانبكم، نعمل معًا من أجل تحقيق رؤية مشتركة: جزائر قوية بشبابها ومبدعة في أفكارها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بابو محمد أسامة.
الرئيس التنفيذي الوطني.
المؤسسة الجزائرية لدعم الشباب وتنمية المقاولاتية.

1 تعليق

  • “كلمات ملهمة تحمل رؤية واضحة لدعم الشباب وتمكينهم. كل التوفيق للمؤسسة الجزائرية في جهودها لبناء مستقبل مشرق لشبابنا!” Regard Tel U

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *